قد يشعر الانسان احيانا ببعض الرغبات او الدوافع الغير المقبولة او المثيرة لقلقة فيعمل على ابعادها من دائرة وعيه أو شعوره مما يؤدي في النهاية الى كبتها في اللاشعور .. الا أن الملاحظ أن الأنسان يقوم بالتعبير عن هذه الرغبات والدوافع بطريقه لاشعورية في صورة فلتات اللسان واخطاء الكلام .
وقد أشار القرآن الى التعبير اللاشعوري عن طريق فلتات اللسان عما يجيش في النفس من دوافع يحاول الانسان كتمانها واخفاءها وذلك في قوله تعالى :
{" أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أظغانهم * ولو نشاء لأريناكم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم " }
................ محمد : 29-30
ويروى عن أمير المؤمنين : عثمان بن عفان رضى الله عنه أنه قال في هذا المعنى :
" ما أسر أحد سريرة الا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه ".
وفي الحديث الشريف :
" ما أسر أحد سريرة الا كساه الله جلبابها ان خيرا فخير ، وان شر فشر " ..
تفسير ابن كثير .
وهذا الأمر واقع بين الناس ويستطيع العاقل أن يعرف عدوه من صديقه من خلال ما يلاحظ عليه من نظراته ومن احاديثه ومايشعربه من خواطر واحساس في قلبه تجاه هذا الشخص . فالمرء الذي يشعر تجاهك بمودة ومحبة .. تلاحظه يتحدث اليك دائما بهدوء ويطيل النظر اليك ويحسن الاستماع اليك ويشعر بك في ألمك وأملك وحزنك وفرحك .. قبل أن تقوله أو أن تبديه .. وكذلك الشخص الذي يحمل لك الكره والحقد والحسد لن تعجز في كشفه ومعرفته بسهولة ويكفيك احساسك الداخلي الذي يطلق صافرة الانذار وهاجس الخوف قبل حدوث أى مكروه . ومن طبيعة الانسان أنه يتأثر بما يدور في ذهنه ومشاعره الداخلية ، فحينما يحمل انسان ما الحب والمودة تجاه شخص آخر .. يكون ظنه به حسن وتوقعه فيه طيب .. وهذا الاحساس نتاج حسن الظن وسلامة الصدر وطيبة القلب التي يحملها .. ولذالك تجد في المقابل ان الانسان الذي يغتاب شخصا ما وينال منه في غيابه يفتقد شعور النقاء والصفاء حينما يلتقي بالشخص الذي سبق وان اغتابه فتجده يشعر بالتوجس والخوف وبسوء الظن منه رغم أن هذا الشخص المغتاب به ربما لايعلم أصلا ما اغتيب به ولا ماقيل في حقه .